الدكتور محمد ليله يكتب:لماذا تنقمون على الشيخ الشعراوي؟
من المعروف عن الشيخ الشعراوي أنه لم ينتمِي يوما لجماعات الإسلام السياسي، بل كان الرجل صوفيا طوال عمره، ومواقفه وانتقاداته للجماعات الحزبية معروفة مشهورة
كما كان معروفا بأسلوبه المبتكر في تفسير القرآن الكريم، مع خواطره التي تدل على حال له مع ربه تعالى، وكان يحسن إيصال المعلومة الدينية للعوام والخواص، فاجتمع الناس حوله من جميع طبقاتهم، وكان منهجه سهلا ميسرا لا يميل لعنف، ولا يدع إلى إرهاب، وكان مفكرا كبيرا لا شيخا عاديا.
وقد امتلك حمية دينية قوية، وموهبة في الشعر والأدب عظيمة، وتولى عدة مناصب أثبت جدارته فيها، وكان منذ صغره شخصية قيادية حيث تولى اتحاد الطلبة في المعهد الثانوي الأزهري، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق، ومواقفه السياسية مشهورة معروفة.
إن شخصية كهذه لاشك أن الناس سيجتمعون حولها؛ لأنها نادرة الوجود، ولا تتكرر كثيرا، وهي هبة من الله عظيمة، وعطية من عطايا رحمته كبيرة، ولو كان الشيخ مما يسعى للمناصب؛ لتولى مشيخة الأزهر الشريف لما عرضت عليه كما يقال، أو لما ترك وزارة الأوقاف وهجرها كما اشتهر وذاع، ولو كان يسعى إلى الفتن؛ لألب الناس على من بينه وبينهم مشاحنات.
ودخوله مجلس الشعب كنائب لا يدل على ميله للسلطة؛ لأن الرجل متعدد المواهب مثله له ان يدخل كل المجالات ويصلح؛ لنه مجدد مصلح.
ولو كان الشيخ دجالا ما كرمته الأمة بالأخذ منه وقبوله، وما أثنى عليه العلماء واشتهر عنهم تعظيمه، وما كرمته الدولة بوسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وبوسام الجمهورية من الطبقة الأولى!